11 يناير 2013

العدد28

 

ملح وسكر

-- خطا أبيضنا الكبير خطوة كبيرة نحو الظفر بلقب «خليجي ‬21» بعد التأهل لدور الأربعة، فاجتياز المنتخب البحريني صاحب الأرض والجمهور لم يأتِ بسهولة ويسر كما اعتقد البعض، وإنما تطلب جهداً وقتالاً وتماسكاً في لحظات حرجة، كادت تخطف نقاط المباراة، وتطير بالأحمر البحريني للتأهل، لولا لطافة الأقدار وردة الفعل السريعة للاعبي الأبيض الذين تداركوا الأخطاء والهفوات القاتلة التي وقعوا فيها. وأمانةً لم نكن أفضل من البحرينيين، خصوصاً في الشوط الثاني الذي بسطوا فيه سيطرتهم وضغطوا منتخبنا في ملعبه، فلم يستغلوا الفرص التي سنحت لهم، إذ كانت واحدة منها كفيلة بقلب الطاولة، وتأزيم الموقف علينا، لكن حسن الطالع إضافة إلى التسرع والضغط العصبي الذي كانوا عليهما، أفقدتهم التركيز وجعلتهم يسابقون أنفسهم للتسجيل الذي لم يثمر إلا مرة واحدة، وبخطأ فادح من الدفاع.
-- نعم أشدنا جميعاً بالفوز وبالمهندس الذي خطط له، لكن هذا لا يمنع من التوقف عند الأخطاء وزلة القراءة أحياناً التي وقعنا فيها، فالوضع يتطلب إعادة نظر لحالة بعض اللاعبين الذين هبط عطاؤهم بشكل ملحوظ مثل عامر وحمدان، حيث لم يظهرا بصورتهما المعهودة، كما أن تدخلات المهندس فيها شيء من الغرابة في بعض الأحيان، رغم ثقتنا التامة بما يقوم به، إلا أن ذلك لا يعفيه من الوقوع في الخطأ الذي لا نتمناه أبداً. فهو مطالب بالحفاظ على الانطلاقة الناجحة والسير بها حتى في لقاء عمان، إذ لابد أن يعمل مع اللاعبين للخروج بنتيجة ايجابية، وإن دخل بالصف الثاني، فأي انعطاف عن هذه المسيرة سيكون مردوده عكسياً في لقاء دور الأربعة. كما أننا لا نريد أن نفتح باباً نحن في غنى عنه، ونتهم بالتخاذل والتراخي لمصلحة العمانيين، فنحن لم نطلبها من غيرنا عندما كنا بحاجة إليها في كثير من البطولات، بل اعتمدنا على الله ثم على أنفسنا لاجتياز تلك المواقف الصعبة، التي وُفقنا في بعضها ولم نوفق في الآخر. لذا فالفرحة يجب أن لا تنسينا أخطاء اللقاءين السابقين، والتأهل كذلك يجب ألا يُضعف معنويات وهمم اللاعبين، فعليهم المواصلة بالحماس والروح نفسيهما إذا ما أرادوا الوصول لمعانقة الكأس الغالية!
-- التجنيس قضية عاودت طرح نفسها مثلما جرت العادة في جميع البطولات المنصرمة، ولعلها في هذه المرة قد أحدثت ردود فعل قوية، بعد أن تم التطرق إلى الأسماء علانية من دون غمز ولمز، كما كان يحدث في السابق عندما كان يوجه الكلام نحو محيط المنتخب القطري فقط، والذي أدار ظهره للجميع ولم يكترث بما قاله وسيقوله عنه الآخرون وقتها. لكن في هذه البطولة خلع البعض عباءة الخجل وصاروا أكثر جرأة، حيث تطرقوا لدول أخرى كالبحرين والكويت والسعودية، وحتى منتخبنا الوطني لم يسلم من شر ألسنتهم، لدرجة أن بعض النقاشات وصلت إلى حد المنابزة من بعض. إلا أن القضية هنا ليست مع أو ضد التجنيس، حيث تدور حول الجودة والفائدة، ثم الإضافة التي سيقدمها للدولة المجنسة، كون التجنيس العشوائي أضر ببعض المنتخبات، بل كان سبباً في تدهورها وتخبطها، في الوقت الذي كان نافعاً ومفيداً للأخرى، التي درسته واستخدمته في أضيق الحدود. لذا ليس عيباً أن يجنس منتخب ما لاعباً أو أكثر، فالعبرة هنا بمدى القدرة والشطارة على عمل الفارق والنقلة لهذا المنتخب أو ذاك، أما عدا ذلك فهو عبث واستصغار لقدرات أبناء البلد الذين هم أحق بحمل راية بلدهم من عوالق التجنيس المضروب!
twitter: @yousif_alahmed


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق